الخميس، 21 يوليو 2016

لماذا فشلت تجربة قانون الهدف الذهبي ؟

هدف تريزيجيه الذهبي
هدف تريزيجيه الذهبي
لا يمكن وصف الأجواء المتوترة والإثارة التي كانت تحضر دوماً عندما تتجه المباراة للأشواط الإضافية خلال الفترة الممتدة ما بين 1996 إلى 2002، فتلك السنوات كان الاتحاد الدولي لكرة القدم يطبق قانون الهدف الذهبي أو الموت المفاجئ كما كان يحب البعض تسميته.
قانون الهدف الذهبي كان يعمل في الأشواط الإضافية، أي بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي في أدوار خروج المغلوب من جميع البطولات، وينص أن المباراة تنتهي بمجرد  تمكن أحد الفرق من تسجيل هدف في الأشواط الإضافية ويعتبر ذلك الفريق فائزاً دون منح فرصة أخرى للفريق الآخر كي يعود بالنتيجة.
بدأ العمل بقانون الهدف الذهبي في البطولات الكبرى منذ عام 1996 رغم أنه طبق في بعض المسابقات المحلية الأخرى وبطولات الشباب قبل 3 سنوات من هذا الموعد، وتم إلغاء هذا القانون عام 2002.
بعد ذلك قرر الاتحاد الأوروبي تطبيق قانون آخر وهو الهدف الفضي الذي تم العمل به في يورو 2004، وهذا القانون يمنح الفريق الذي استقبل هدف في الأشواط الإضافية فرصة التعويض حتى نهاية الشوط الإضافي الذي تم تسجيل الهدف به، وفي حال فشل في معادلة النتيجة يعتبر الفريق خاسراً.
لماذا فشلت تجربة الهدف الذهبي ؟
في الحقيقة وصف تجربة الهدف الذهبي بـ “الفاشلة” أمر غير منصف على الإطلاق، فقد كان يشعل هذا القانون الأجواء في الأشواط الإضافية ويضيف إثارة أكبر للمباراة، فالمباريات التي حُسمت بهذا بالهدف الذهبي لا يمكن نسيانها على الإطلاق، والأهداف التي سجلت بهذا القانون ستبقى مخلدة في ذاكرة المتتبعين الذي عاصروا تلك الفترة لعل أشهرها هدف الفرنسي تريزيجيه في شباك إيطاليا في نهائي يورو 2000.
لكن هذا القانون كان له آثار نفسية وخيمة على اللاعبين والجماهير أيضاً، ففكرة خسارتك المباراة بمجرد استقبالك هدف خلال 30 دقيقة موزعة على شوطين كانت تجعل اللاعبين يفقدون تركيزهم في بعض الأحيان، وتنتج توتر كبير قد يصل إلى مرحلة الانهيار العصبي عند البعض.
الأمر نفسه كان ينطبق على الجماهير سواء التي تحضر إلى الملعب أو التي تتابع المباراة عبر شاشات التلفاز، فقد كان يفقد البعض قدرته على ضبط انفعالاته أثناء مشاهدة المباراة، والجماهير الأسوأ حظاً هي التي يستقبل فريقها هدف في الأشواط الإضافية، فكانت تصاب بخيبة أمل كبيرة تتناقض مع الأفكار الرئيسية التي تبنى عليها هذه اللعبة.
وقد طالبت بعض الاتحادات الوطنية بإلغاء هذا القانون لما قد يسببه من ألم نفسي حاد عند اللاعبين والجماهير على حد سواء، وما عجل في إلغاء هذا القانون أيضاً هو تأثيره على قرارات الحكم في بعض الأحيان نظراً لتوتر الأجواء، وهناك حادثة شهيرة حصلت في نهائي يورو 1996 بين التشيك وألمانيا عندما أحرز أوليفير بيرهوف هدفاً في الأشواط الإضافية الذي من الماكينات اللقب..
وأثار هذا الهدف جدلاً كبيراً لاشتباه وجود حالة تسلل، واعتبر البعض أن الحكم لم يتمكن من إلغاء الهدف بعد احتفال لاعبي وجماهير الماكينات بشكل جنوني، مما وضع علامات استفهام أخرى حول هذا القانون المثير لدرجة قد تصل إلى الجنون.
كما انتقد بعض المحللين والصحفيين هذا القانون باعتبار أنه ظالم في الكثير من الأحيان، وكان السؤال الشهير الذي يطرح باستمرار وهو “لماذا لا يمكن للفريق الذي تلقى هدف التعويض في الوقت المتبقي من الأشواط الإضافية رغم منافسته لخصمه لأكثر من 90 دقيقة؟”، كل هذه الأمور فرضت ضغوطات كبيرة على الفيفا لإلغاء القانون.
أما فيما يخص قانون الهدف الفضي فلم يطبق سوى لفترة زمنية قصيرة وأثبت فشله على جيمع الأصعدة ليقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم العودة إلى النظام التقليدي والانتظار حتى نهاية الأشواط الإضافية للاحتكام إلى الفائز من ثم اللجوء لركلات الجزاء في حال تواصل التعادل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق