الخميس، 10 مارس 2016

غوتزة يكرر خيبة بودولسكي التاريخية ورويس أكثر دهاءً من الاثنين

أثار إجلاس غوارديولا للموهوب الألماني ماريو غوتزة على دكة البدلاء منذ عودته من الإصابة صخباً إعلامياً كبيراً فعودة غوتزينيو مطلع فبراير الماضي وتواجده ضمن قائمة بايرن بآخر 5 مباريات لم يترافق بمشاركته ولو لدقيقة واحدة مع الفريق وبالتالي وصل غوتزة لحد الأشهر الخمسة من دون المشاركة ولو لدقيقة واحدة وهو أمر لم يرُق للصحف ولا للجمهور الألماني خاصة مع اقتراب بطولة أمم أوروبا لكن التطور الجديد بالقضية ظهر مع انتشار أنباء تؤكد بأن بايرن ميونيخ يفكر فعلاً بالتخلي عن اللاعب مع نهاية الموسم تفادياً لخروجه مجاناً مع انتهاء عقده صيف 2017.

قبل أن ندخل بصلب موضوعنا هذا الأسبوع لابد أن نتطرق لأحد النقاط المهمة التي حصلت بالأيام الأخيرة خاصة بعد التعادل السلبي بين دورتموند وبايرن ميونيخ والذي أتى استمراراً لموضوع تحدثنا عنه سابقاً من خلال "نظرة ألمانية" حول سبب ظهور النتائج الصغيرة مؤخراً بالكرة الألمانية كما لابد أن نعرّج على نجاح فولفسبورغ بالتأهل لربع نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى تاريخياً بثاني مشاركة له بأكبر البطولات الأوروبية.

بداية الحكاية:
عصر البداية القوية:


منذ قيادته منتخب ألمانيا للتتويج بأمم أوروبا \تحت 17 عام\ سارع دورتموند لإعطاء الموهوب ماريو غوتزة فرصاً للمشاركة مع الفريق الأول بالنادي وتدريجياً كان الفيستفالي يزيد فرص مشاركة اللاعب رغم امتلاكه للعديد من الأجنحة المميزين مما سمح لغوتزينيو أن يظهر مهاراته وقدراته بالملعب، وهذه البداية القوية تذكرنا ببداية لوكاس بودولسكي الذي تألق مع كولن بعمر صغير وأجبر كلينسمان على استدعائه للمانشافت قبل بلوغ سن 20 عام قبل أن يتألق بقميص ألمانيا بكأس العالم 2006.

نقطة تحول:
لا تترك بيتك:


في بايرن ميونيخ انتهت حالة الدلال التي كان يعيشها غوتزة في دورتموند وبات بحاجة لإثبات ذاته وسط كوكبة من النجوم فثنائية "روبيري" وبعد أن قادت بايرن للفوز بالثلاثية كان من الصعب أن يتم اختراقها إضافة لوجود ابن النادي توماس مولر قبل أن تتوسع الكتيبة أكثر لتضم ليفاندوفسكي ومن بعده كومان وكوستا هذا الموسم، وبالتالي بات غوتزة مجرد لاعب من بين الكثير من اللاعبين الذين يجيدون الأدوار الهجومية بشكل رائع لذلك بدأت فرصه بالمشاركة تقل تدريجياً وبتقاطع تاريخي نجد أن هذا الأمر كان مشابهاً لما حدث مع بودولسكي فرغم إقناع الأخير للكثيرين بقدراته وموهبته إلا أنه لم ينجح بحجز مكانه بشكل أساسي في بايرن سواء بظل وجود ماكاي أو بعصر كلوزة وتوني ليجد باب المغادرة مفتوحاً على مصراعيه.

علامة فشل:
باحث عن عمل:

بعد مواسم من الخيبة في بايرن قرر بودولسكي مغادرة النادي فلم يجد أحداً يستقبله باستثناء بيته الأم كولن فعاد لفريقه السابق وهو يجر أذيال تحوله من أهم مواهب ألمانيا للاعب يحتاج لمكان يثبت معه قدراته من جديد قبل أن ينتقل بعدها لآرسنال ومن ثم يخوض تجربتين فاشلتين في إنتر ميلان وغالتا سراي.

مع غوتزة يبدو أن تكرار السيناريو بات قريباً لكن الفارق هو أن دورتموند ليس كولن والأصفر الفيستفالي أكد مؤخراً على عدم رغبته باستعادة غوتزة بعد أن تركه الأخير وتوجه للخصم المباشر وبالتالي فإن اللاعب سيتجه للبحث عن نادٍ آخر يعطيه فرصة المشاركة بعد 3 سنوات حزينة في بايرن ميونيخ.

إن عدنا للخلف سنجد أن رويس عام 2012 كان مطلوباً بقوة من قِبل بايرن ميونيخ لكنه اختار الرحيل لمواكبة تطور مشروع دورتموند وبذلك الوقت كان يعرف رويس جيداً أن دورتموند سيحفظ له مكاناً ثابتاً بالملعب وهو ما حدث، وحالياً يتقاضى رويس راتباً لا يقل عن راتب غوتزة ببايرن ميونيخ علماً أن لاعب دورتموند يمثل مطلباً دائماً بالنسبة لأكبر الأندية الأوروبية لكن زيادة راتبه في دورتموند العام الماضي مهدت لبقاء اللاعب وتجديد عقده مع الفيستفالي وبالتالي تكون الحصيلة هي نجاح رويس وتفوقه بسبب اختياره الناجح للمكان الذي يمكنه من خلاله أن يرعى موهبته ويحظى بكامل حقوقه.

تطور القضية:
الضغط الإعلامي وغوارديولا:

بعيداً عن تشبيه قصة غوتزة ببودولسكي أو إظهار الفارق بينه وبين رويس لابد من البحث عن الأسباب التي دفعت غوتزينيو للوصول إلى ما هو عليه حالياً فرغم تألقه مع منتخب ألمانيا في مناسبات عديدة فكما ذكرنا سابقاً لم يحصل غوتزة على أي أفضلية للمشاركة ببايرن بصفة دائمة بل كان عليه طوال الوقت أن يثبت أحقيته باللعب بظل منافسة أسماء اعتمد عليها بايرن لفترة طويلة وهذا مثّل الخطوة الاولى نحو خلق أزمة لغوتزة في بايرن ميونيخ.

المشكلة الثانية ارتبطت بالمقارنة الدائمة بين غوتزة النادي وغوتزة المنتخب وما رافق ذلك من ضغط إعلامي كبير شارك به العديد من نجوم البافاري السابقين سواء كانوا لاعبين أو مدربين مثل هيتسفيلد وماغات وإيفينبيرغ وماتيوس وهؤلاء اتفقوا على أن غوتزة لا يشعر بثقة غوارديولا على عكس تأكده من ثقة لوف بإمكانياته وقدرته على التميز بمنتخب ألمانيا، وبظل انعدام مشاركة اللاعب فإن هذا الضغط بدأ بالازدياد أكثر وبتنا نشاهد الصحف تتحدث طوال الوقت عن غوتزة الخائب وعن بحث اللاعب عن نادٍ يقوم بضمه بعد إغلاق بايرن ميونيخ لباب المفاوضات بحسب ما أشاعته الصحف وكل هذه العوامل تزيد من تشتت غوتزة أكثر علماً أنه لعب بشكل فعلي تخت ضغط كبير منذ تسجيله لهدف انتصار ألمانيا على الأرجنتين في نهائي كاس العالم 2014.

مجرد رأي:
الإنقاذ مازال ممكناً والحل في ليفربول:


حتى الآن مازال غوتزة بسن 23 عام فقط وبدون أدنى شك يملك اللاعب قدرات رائعة ومن تابع غوتزة بعمر 16 أو 17 عام لابد أن يكون متأكداً من ذلك بظل مهارته ودقة تسديداته لكن ما يحتاجه غوتزة هو التخلص من ضغط الإعلام وإيجاد فريق يسمح له باللعب بصفة دائمة وربما قد يضطر لإيجاد مدرب صبور يتخمل مرور فترة صعبة على اللاعب قبل استعادته لمستواه وبظل هذه المعطيات قد يكون العمل مع كلوب من جديد هو الخيار الأنسب نظراً لثقة مدرب ليفربول الحالي  باللاعب أما أي انتقال لفريق آخر قد يضع غوتزة بمنافسة مع لاعبين آخرين وبظل الضغط الكبير الذي سيستمر بمرافقة اللاعب لن يكون الرهان عادلاً وقد يؤدي هذا لتخم مبكر لموهبة اللاعب أما احتمال البقاء في بايرن والذي بات ضئيلاً فيرتبط بالمدرب القادم كارلو آنشيلوتي الذي قد يطلب من إدارة بايرن عدم التخلي عن غوتزة ليحصل على فرصة جديدة قد تكون كافية لتجنيبه تكرار سيناريو بودولسكي بشكل حقيقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق