السبت، 19 مارس 2016

ديربي مانشستر .. قصة العداء التاريخي بين اليونايتد والسيتي

لا يوجد عداوة ولدت من تلقاء نفسها، ولا توجد منافسة نشأت بالصدفة، هناك دائماً مجموعة عوامل تتجمع على مرور الأيام والسنوات لتشكل حقبة من الأحداث التي تؤثر بمستقبل جميع الأطراف، هذا ما يحصل في منافسات الديربي، وهذا ما حصل في ديربي مانشستر.
ربما كان في البداية يعرف بأنه “المباراة الممتعة”  هكذا وصفها أبناء مدينة مانشستر، لكن سرعان ما تحولت المنافسة بين أردويك (مانشستر سيتي) ونيوتون هيث (مانشستر يونايتد) إلى حرب ألقاب وسمعة ومكانة، كيف لا وهما تحولا إلى الفريقان الأفضل في المدينة.
من ضمن العديد من الأندية في مانشستر برز اسم أردويك ونيوتون هيث كأفضل ناديين في المدينة واحتكرا لقب كأس مانشستر لست سنوات متتالية في الأعوام مابين 1888-1893 ليكون التنافس على السيادة في المدينة بمثابة الشرارة التي أوقدت لهيب العداء.
لكن كما هو معروف في أي حالة عداء كروي يكون هناك ناديين، أحدهم يعتقد أنهم مظلوم والآخر يعتقد أن منافسه يعشق ارتداء ثوب الضحية، السيتي عاش دور الضحية حيث استطاع نيوتون هيث أن يضع قدمه في الدوري الانجليزي القصير (قبل دوري الدرجة الأولى) والذي كان يضم 12 نادٍ فقط في عام 1889 ثم 1890، بينما لم يستطع أردويك الانضمام لهذه المسابقة سوى عام 1891 مما زاد من التنافس بين الناديين قبل تأسيس الدوري الإنجليزي بالدرجة الأولى والثانية.
الأحداث المتتالية في تلك الحقبة جعلت العداء بين الناديين يصل إلى أوجه رغم عدم حصولهم بعد على مسمياتهم التي نعرفهم بها حالياً، نيوتون (اليونايتد) تم تصنيفه في دوري الدرجة الأولى بدءاً من عام 1892 بينما تمد تحديد أردويك (السيتي) في دوري الدرجة الثانية رغم أن الأخير كان بطل مانشستر في ذلك عام!
التنافس بين الناديين وصل إلى أشده وبلغ ذروته العالمية كأقوى مباراة كرة قدم بين ناديين من نفس المدينة خصوصاً بعدما بلغ مجموع دخل مواجهة الفريقين عام 1906 في دوري الدرجة الأولى ألف جنيه استرليني، وهو مبلغ يعد قياسي ولا يمكن تصوره في تلك الحقبة من الزمن.
فكرة الضحية والنادي المظلوم تأجج لهيبها في مخيلة السيتي حينما تم ايقاف النادي مؤقتاً وحرمان 17 لاعب من ارتداء قميصه مجدداً بسبب فضيحة مالية عام 1906، المشكلة أن هناك 4 لاعبين انتقلوا إلى اليونايتد بعد رفع الحرمان عنهم عام 1907 وساعدوه على احراز لقب دوري الدرجة الأولى في ذلك الموسم مما أشعر ادارة السيتي بالإحباط الشديد.
رغم أن الظروف هيأت لولادة عداء تاريخي بين الناديين إلا أن أبناء مدينة مانشستر لم يستشعرون خطورة انشقاق الصف بعد في تلك الحقبة، يقال أن الجماهير كانت تشجع اليونايتد في أسبوع والسيتي في الأسبوع التالي حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تغير بعدها طعم المنافسة بين الناديين لتزداد شراسة وعداءاً وصلت إلى حد أن جورج بست نجم اليونايتد كاد أن يتسبب بخسارة جلاين باردوي نجم السيتي لقدمه بعد تدخله الشرس عليه في الديربي عام 1970.
ومن المرجح أن موسم 1967-1968 هو الذي جعل المنافسة بين الناديين تصل إلى مرحلة متطورة جداً، اليونايتد حينها دخل الدوري الإنجليزي كحامل للقب وبطل للمسابقة في 7 مناسبات مقابل لقب وحيد لجاره السيتي، لكن لسوء حظ الشياطين الحمر فإن جاره المان بلو جرده من لقبه بفارق نقطتين فقط لينغص على رجال المدرب مات بوسبي فرحتهم بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في ذلك العام.
ربما تكون الأسباب المذكورة هي التي أوقدت لهيب العداء في الديربي، لكن في الحقيقة فإن التنافس الفعلي بين الناديين بدأ منذ ستة أعوام فقط حينما امتلك السيتي القوة المالية ليصبح أحد أقوى أندية إنجلترا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق